الأحد، 1 يناير 2012

الملل يسبب البعد بين الزوجين



تنشأ الأسرة في المجتمعات الإسلامية بالزواج الذي شرعه الله عز وجل على أساس أن تكون الزوجة مصدر سعادة زوجها ، والزوج مصدر سعادة زوجته وهي معاً مصدر سعادة أبنائهما ، بما أودع الله فيهما من دوافع والدية [الأمومة – الأبوة] .

ولقد شرع الله الزواج ، وبين أهدافه ، وحدد أسلوبه ، ونظمه بقواعد توجهه إلى اعفاف النفوس ، وصيانة الأعراض ، وحفظ الأنساب ، واستمرار الأنسال ، وبناء الأسرة ، التي يجد فيها الرجل والمرأة الإشباع لاكريم لحاجاتهما الجسمية والنفسية والاجتماعية والروحية .
ويقوم الزواج في شرع الله على العدل في الحقوق والواجبات وعلى السمو في الأهداف والغايات ، والسكن في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة ، مما يجعله مصدر تنمية للصحة النفسية والجسمية وحصن وقاية من الانحرافات والأمراض .


نحن نرى أن لا توجد أسرة تخلو من الأزمات والفتور ، ويختل فيها التفاعل الزواجي ، وتتوتر العلاقة بين الزوجين ، وتضطرب حياتهما ، وتتأزم أمورهما ويغدو توافقهما في الزواج صعباً

ونحن نرى أن لا توجد أسرى تخلو من الأزمات والفتور ، ويختل فيها التفاعل الزواجي ، وتتوتر العلاقة بين الزوجين ، وتضطرب حياتهما ، وتتأزم أمورهما ويغدو توافقهما في الزواج صعباً ، ويحتاج إلى جهد وصبر ورغبة منهما في حل الأزمة والقضاء على الملل والرتابة التي قد تصبح الزوجين في فترة من فترات حياتهما .
طرق القضاء على الملل والفتور في الحياة الزوجية
أولاً: تعلم فن التعامل مع الزوجة ، ويشمل على :
1- نتعلم فن الخطاب والنداء بأحب الأسماء .
2- تغير طرق التعبير عن الحب .
3- تعلم آداب المزاح مع الزوجة .
4- البعد عن الروتين في العلاقات الأسرية وال***ية .



ثانياً: مساعدة الزوج [الزوجة] أثناء الأزمات :
يعتبر استجابة كل من الزوجين للأحداث الضاغطة في الزواج المحك الفعلي لنضج شخصيتهما ، وقوة الارتباط بينهما وبذلك ندعو إلى استخدام طرق فعالة أثناء الأزمة حتى نقضي على الملل والفتور وهي :
1- عدم استخدام الاستجابة الطفلية :
حيث يتأثر كل من الزوجين أو أحدهما بالحادث الضاغط ، فاذا استجاب أحدهما بشكل مستمر للحدث كالأطفال بانفعالية زائدة وردود أفعال غير مسئولة وعدم اهتمام بما يترتب عليها ، يحدث الملل من الطرف الآخر .

2- عدم استخدام الاستجابة الذاتية :
عندما تواجه الأسرة حادث ضاغط يتصرف كل طرف وفقاً لمبدأ الفرار بذاته دون النظر للطرف الآخر ويرمي بالحمل كاملاً على عاتق الآخر .


ثالثاً: تفهم الزوج للآخر :
1- لكي نقضي على الملل في الحياة الزوجية لابد من تعلم الأزواج كيف يفهم ميول ورغبات الطرف الآخر وماهي الأشياء التي يرغب بها والأشياء التي ينفر منها .
2- محاول أن تفاجئ الطرف الآخر بشيء جميل يحبه كل حين وآخر .
رابعاً: الأمن النفسي :
كي يشعر الإنسان أو الزوج بالأمن النفسي ، لابد من أن يكون الزوج متحرراً من مشاعر الخوف والهلع والفزع والرهبة ، وتوقع الخطر والأذى وأن يكون مطمئناً مع من يحب .
المراحل العمرية وأثرها على الملل النفسي
الزواج مثل الطفل يولد صغيراً ، وينمو بالرعاية والتربية ، ويضعف بالإهمال والمعاملة السيئة ، واذا كان الطفل في مرحلة الرضاعة عرضه للأمراض ، وفي حاجة إلى عناية خاصة من الوالدين حتى تمر هذه المرحلة بسلام ، فكذلك الزواج في بدايته عرضه للخلافات التي تعصف به ، وفي حاجة إلى عناية خاصة من الزوجين ، حتى تمر هذه المرحلة ويفهم كل من الزوجين الآخر ويتعود على طباعه ويألف عاداته وأفكاره ، فقد أشارت الدراسات إلى كثرة الخلافات بين الزوجين في بداية الزواج بسبب قلة الخبرة كل منهما بالآخر .

ويرى [أريكسون Eriksson] أن الزواج كالشخصية يمر بثمان مراحل يحدث في كل منهما تحولات في أفكار الزوجين ومشاعرهما وسلوكياتهما في التوافق والراحة والبعد عن الفتور العاطفي [الملل] .

أثر العمر على الملل
يتأثر التفاعل الزواجي بنضوج شخصية كل من الزوجين أكثر من العمر ، فالزوجان الناضجكان قادران على التفاعل الإيجابي ، والزوجان غير الناضجين مهيآن للتفاعل السلبي ، ويقصد بالنضوج الاتزان الانفعالي وضبط النفس والصبر في الشدائد والقدرة على التعامل مع الأمور بموضوعية وواقعية ، ولا يعني ذلك النضوج الزمني أو العمري .

وينادي الإسلام بالزواج المبكر لكل ال***ين ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يامعشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج .... "البخاري ، ويقول الرسول الكريم يخاطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "ياعلي ثلاث لا تؤخرها : الصلاة اذا أتت ، والجنازة اذا حضرت ، والأيم اذا وجدت لها كفوءاً" في سنن الترمذي .
ولكن قد يحدث عدم تجانس في السن أو العمر ويرغم ماينادي به البعض بضرورة التجانس والتقارب بين الزوجين من حيث العمر إلا أنه لم يثبت علمياً ذلك ، وكذلك لم يتعرض الدين إلى هذه المسألة .

فالفارق الكبير في السن بين الزوجين يجعلهما من جيلين متبانيين في التفكير والمشاعر والاهتمامات والطاقات وردود الأفعال في التفاعل الزواجي ، لذا فمن المتوقع زيادة الملل والتنافر وقلة التآلف بين زوج كبير في السن وزوجة شابة صغيرة في السن .


عمل المرأة وتأثيره على الحياة الأسرية
يرى كثير من علماء النفس والاجتماع الوظيفي أن الأعمال المنزلية في مقدمة اهتمامات الزوجة ، والعمل خارج البيت في مقدمة اهتمامات الرجل ، ولا يعني تقسم العمل عدم المساواة بين الرجل والمرأة بقدر مايعني التكامل بين أدوارهما .

ويذهب [بارسونز] أن لكل من الرجل والمرأة مهاماً في الأسرة تناسب طبيعته البيولوجية والنفسية والاجتماعية ، فالزوج يقوم بالأعمال التي تمثل الأسرة خارج البيت ، أما الزوجة فتقوم بالأعمال المنزلية وتربية الأطفال وتوفير الراحة والأمن لزوجها وأولادها .
هناك بعض الأعمال التي تناسب المرأة خارج البيت من وجهة نظر البعض مثل العمل كمربية في مدارس خاصة بالإناث وأوقات محددة مع مقدرة الزوجة في التوفيق بين الأعمال المنزلية والأعمال خارج الأسرة .

فقد أكدت الدراسات النفسية أن مسئولية المرأة في البيت تعادل 72% وفي دراسة أمريكية وجد أن الزوجة تقضي أسبوعياً في أداء أعمال المنزل من 44-56ساعة اذا كانت ربة بيت ، ومن 25-29ساعة اذا كانت تعمل خارج البيت .
فإذا كانت لديها القدرة على ذلك فيمكن أن تقوم بإدارية العملتين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق